أسباب الاختلاف في تفسير القرآن ومراتب تدبره
Heads up!
This summary and transcript were automatically generated using AI with the Free YouTube Transcript Summary Tool by LunaNotes.
Generate a summary for freeIf you found this summary useful, consider buying us a coffee. It would help us a lot!
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. سنتحدث في هذا المقال عن أسباب الاختلاف في تفسير القرآن ودلالات ذلك التأويل، فالاختلاف موجود منذ العصور القديمة ويتجاوز كونه ظاهرة طبيعية، إذ ينجم عنه تأثيرات هامة على فهم النصوص الشرعية.
الاختلاف في التفسير: ضرورة طبيعية
مفهوم الاختلاف
الاختلاف في التفسير يعد أمرا طبيعيا وفطريا، فكما قال المؤلف، "وقوع الاختلاف قدر محتوم" ولابد أن يحدث تحسبا لاختلاف مقاصد الناس في العلم والفهم.
أسباب الاختلاف
- تفاوت المعرفة: العلماء يختلفون بناءً على ما بلغ كل منهم من معارف.
- قوة الفهم: الفهم الشخصي الذي يعطي لكل مفسر قدرة على تأويل الآيات بشكل مختلف.
- النصوص المحتملة: بعض النصوص ليست محددة المعنى، مما يؤدي إلى تعدد الآراء في تفسيرها.
الأنواع المذكورة في الاختلاف
الاختلاف المنشود: اختلاف محمود
كما بين المؤلف، فإن بعض الاختلافات تُعتبر محمودة، لكونها تأتي من نية طيبة وهدف الوصول إلى الحق.
الاختلاف المذموم
وبالمقابل، يُعد الاختلاف المذموم هو الذي يُحدث خللاً في العقائد أو أساسيات الدين، أو يستند إلى هوا شخصي.
أسباب الاختلاف المنهجي
1. الإشتراك في المعاني
يتمثل في وجود ألفاظ مشتركة تحتمل أكثر من معنى، مما يسبب تبايناً بين المفسرين.
- مثال:
- كلمة "عسعس" يمكن أن تعني الإقبال أو الإدبار.
2. اختلاف معنى الضمير
الاختلاف ينشأ من تحديد مضمون العودة إلى الضمير في الآيات، كما في قوله تعالى: "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا"، فإلى من تعود الهاء في الآية.
3. تقدير المحذوف
قد يختلف العلماء حول ما هو المحذوف في النصوص، ومن ثم يؤثر ذلك على المعنى المقصود.
- مثال في سورة النساء:
- "وترغبون أن تنكحوهن"، هل يعني عن أو في.
4. التصريف اللغوي
تسهم العوامل اللغوية مثل تصريف الكلمات في تنويع الآراء حول الآيات.
5. استخدام الحقيقة والمجاز
بعض المفسرين يعتمدون التفسير بالتأويل البعيد عن المعنى الظاهر في النصوص، مما يعكس طرق مختلفة في فهمهم للنصوص.
6. اختلاف التوصيف
التوصيفات المختلفة لنفس الآية قد تؤدي إلى نتائج متماثلة، مثل التفسير في إذ تراد الكلمات.
أهمية فهم الاختلافات
1. توسيع مدارك الفهم
يجب على المفسرين دراسة الاختلافات لتحسين فهمهم وتعميق معرفتهم، ولذالك حتى لا يفوتهم بعض الجوانب القيمة.
2. تحسين الحوار
يؤدي التعرف على أسباب الاختلاف إلى تحسين حوار المفسرين بعضهم مع بعض والتوصل إلى نقاط تواصل.
كيفية النظر في أقوال العلماء
عند النظر في أقوال العلماء حول الآيات القرآنية، يجب اتباع عدة خطوات:
- تحديد محل الخلاف: معرفة النقطة محل الاختلاف.
- تجميع الآراء: رصد جميع الآراء والاختلافات بشكل شامل.
- تحليل أسباب الاختلاف: معرفة السبب الذي أحدث هذا الاختلاف.
- فقه الاختلاف: فهم أن الاختلاف يمكن أن يكون من باب التنوع وليس بالضرورة من باب التضاد.
الخاتمة
يمكن القول بأن الاختلاف في التفسير ظاهرة قوية تدل على مراعاة النصوص من زوايا متعددة، سواء كانت إيجابية أو سلبية. يجب على كل مفسر أن يعامل هذا الاختلاف كجزء من المنهج العلمي، ويعمل على دمجه في محاولاته لفهم معاني القرآن. بفضل هذه المساعي، يمكن أن تتطور ك المعرفة الدينية لدى الفرد والمجتمع على حد سواء.
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد نسال الله سبحانه
وتعالى ان ينفع به ويجعله خالصا لوجهه انه ولي ذلك هو القادر عليه وقد وصلنا فيه الى النوع الثاني من انواع التفسير قلنا
قال المؤلف ووقوع الاختلاف قدر محتوم يعني لابد ان يقع الخلاف الله قدر ذلك على العباد ولا يزالون مختلفين قال لاختلاف
لابد ان يقع لاختلاف الناس هذا اذا صحت مقاصدهم يعني كانت نيتهم طيبه في الوصول الى الحق فانهم قد يختلفون في كثره العلم
هذا بلغته احاديث ونصوص وهذا لم تبلغه فتختلف اقوالهم بسببه هذه النصوص التي بلغ في احدهما ولم تبلغ الاخر او قوه الفهم
وضده فهنا يختلف العلماء في المعنى المراد قال المؤلف والمذموم منه اي من الاختلاف ما كان في الاصول اي مكان في العقائد
مذموم فيه مذموم او ادى الى العداوه اي حتى ولو كان على امر قليل او صغير او من الفروع لكن ادى الى العداوه فانه يكون
مذموما او ادى الى التفرق ماده للعداوه وانما التفرغ ويعني التشرذم بين المسلمين فان ذلك يكون مذموما او كان بغير علم
ويعني يحتج او يخالف بغير بينه ولا دليل ولا كتاب منير او كان للممرات والجدل بالباطل يعني كان المراد من الاختلاف هو
المجادله من اجل اظهار ضعف الطرف الاخر او قوه احد الطرفين على صاحبه او للمبارات والجدل بالباطل او كان ذلك للهوى
في نفسه وهذا كثير في المختلفين قال وقد تمار الصحابه مره في ايه حتى ارتفعت اصواتهم فخرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم مغضبا قد احمر وجهه يرميهم بالتراب ويقول مهلا يا قوم بهذا اهلكت الامم من قبلكم باختلافهم على انبيائهم
وضربهم الكتب بعضها ببعض وضربهم الكتب بعضها ببعض ان القران لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا
فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه الى عالمه فالصحابه تماروا مره في ايه من الايات
فارتفعت اصواتهم فغضب عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ونهاهم عن ذلك وبين لهم انه متى حصل ذلك ينبغي لهم ان يتفرقوا
فاذا عادوا اجتمعت قلوبهم على كلام الله عز وجل وذهب عنهم المراء والشقاق والعداوه التي لا ينبغي للمسلمين ان يكونوا على شيء
منا يقول المؤلف ولوقوع الاختلاف اسباب كثيره افردها الناس بالتصنيف يعني في سائر ابواب العلم في الفقه اسباب اختلاف
الفقهاء اسباب اختلاف المحدثين وغيرها ومن اسبابه عند المفسرين اولا الاشتراك وهو ان يكون اللفظ مشتركا بين اكثر من معنى في
الاول متضاد يعني ياتي للمعنى ولضده مثل عسعس بمعنى اقبل وبمعنى ادبر والليل دعس اي اقبل وقيل ادبر لماذا اختلفوا لانه في
فقيل العتيق هو القديم وقيل المعتق من الجبابره كذلك كلمه فرت من قسوره قيل القسوره هو الاسد وقيل القسوره الصائد او
الرامي فهذا مشترك بين لفظين لكن معانيهما غير متضاده يقول المؤلف في قاعده مهمه وانا فيسه جدا
وحمل مشترك على معانيه جائز ما لم يمنع منه مانع كما في القران يعني اذا ورد للفظ اكثر مما وقال بها السلف جاز
لنا ان نحمل اللفظ على المعاني كلها التي ذكرها السلف من الالفاظ المشتركه طيب هل هذا سليم ما دامت الايه تحتمل هذه
المعاني كلها فلا مانع من ذلك مثلا والليل بعسعس يعني اقبل يقسم الله بالليل حين اقباله والليل اذا يقسم الله بالليل حين
اذ باله هل هناك مشكله ان يقسم الله بالليل حين اطباله او حينئذبه لا مشكله في ذلك ولله ان يقسم بالليل حين اقباله
وبالليل حين اجباري وكذلك بالبيت العتيق ان يقال البيت العتيق هو البيت القديم وهو البيت المعتق من الجبابره انا اشكال في
يقول المؤلف والاختلاف في مرجع الضمير يعني ان يختلف العلماء رحمهم الله النوع الثاني او السبب
الثاني من اسباب اختلاف المفسرين اختلافهم في مرجع الضمير كما في قوله تعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك
قال بهذا ومنهم من قال بهذا ولا مانع ان يكون الضمير عاد اليهما جميعا يعني فملاق ربك بكدحك لا مانع من ذلك
النوع الثالث او السبب الثالث من اسباب اختلاف المفسرين الاختلاف في تقدير المحذوف يعني ما هو المحذوف في الايه كما
في قول الله عز وجل في سوره النساء وترغبون ان تنكحوهن فقوله ترغبون ان تنكحون في الايه السابعه
والعشرين بعد المئه من سوره النساء هل المقصود ترغبون عن ان تنكحوهن او في ان تنكحوهن اختلف العلماء في هذا المحذوف او
الكلمه ولا يضر كاتب ولا شيء هل معناها ولا يضارر او لا يضارر كاتب ولا شيء هل هي بالنسبه الفاعل او اسم
علي للفاعل او للمفعول ولا يضارر كاتب ولا شهيد نهي للكاتب والشهيد عن المضارع عن المضاره او ولا يضارر اي لا يضر الناس
الكاتب والشهيد فسبب الخلاف هو اختلافهم في التصريف هل هي بمعنى لا يضر الناس الكاتب الشهيد او لا
يضر الكاتب الشهيد ما الناس فيضار تصلح بانها يعني قد ادغمت في الراء تصلح ان يكون اصلها ولا يضاهر
المعنى على الحقيقه وبعضهم يحمله على المجاز والحقيقه هي استعمال الكلمه فيما وضعت له والمجاز هو استعمال الكلمه في غير
ما وضعت لهم لعلاقه بينهما مع قرينه صارفه عن المعنى الحقيقي كقوله تعالى وثيابك فطهر فمنهم من حمل
المعنى على الثياب المعروفه يعني طهر ثيابك من النجاسات ومنهم من حمل هذا على المعنى المجازي اي
السادس من اقوى من اسباب الخلاف بين المفسرين الاختلاف في تقدير الموصوف وهذا كثير جدا وامثلته كثيره يعني تاتي الصفه
هي الحاملات فالجاريات يسرا ما هي الجاريات فالمقسمات امرا والنازعات غرقا والناشطات نشطه والعاديات ضبحه اختلف فيها
لكن بعضهم يرجح هذا وبعضهم يرجح هذا فمن اسباب الخلاف ان تذكر الصفه ويحذف الموصوف مثل قول الله عز وجل الخبيثات للخبيثين هل
المراد بالخبيثات هنا النساء الخبيثات او المراد الكلمات الخبيثات قولاني معروفان في التفسير السابع
الخبير هو العالم بدقائق الامور هذا تفسير اللفظ بما يطابقه فان الخبير هو من يعلم الامور بدقه
لكن لو جاء احد من السلف وقال الخبير هو العليم فانه فسر اللفظ بجزء من المعنى لان هناك فرقا بين الخبير والعليم
ليحج يلزم بذلك ان يكون مسلما ويلزم من ذلك ان يكون عاقلا ويلزم من ذلك ان يكون قادرا ونحو ذلك مع ان هذه ليست ضمن معاني
بكل المعنى بما يطابق المعنى واحيانا يفسرون اللفظ بجزء المعنى واحيانا لا يفسرون اللفظه بالمعنى ولا بجزء وانما بما
شرعا او يفسرونه يقولونه هو دلاله اللفظ على خارج عن مسماه لازم لهم على خارج عن مسماه لازم له لزوما
بما يطابق المعنى او بجزء من المعنى او بلازم المعنى او بمثال او بمثال وهذا كثير عند السلف رحمه الله
وسياتي مزيد بيان لهذا الامر كيف يفسرون بالمثال يعني لا يذكر معنى الكلمه ولا يذكر جزءا من معناها وانما يذكر مثالا
يندرج تحت معناها مثلا في قول الله عز وجل ثم لتسالن يومئذ عن النعيم اي ثم لتسالن يومئذ عن النعيم النعيم معروف لكن ياتي
فهو لم يفسر النعيم بمعناه ولا وانما فسره بمثال من امثلته فاحيانا يرى الناس ان هذا خلافا يعني
احدهم مثلا في اللفظ يفسره بمعناه والاخر يفسره بلازمه والثالث يفسره بمثال الله فيظن من يقرا ان هذا اختلافا وهو بالحقيقه
انظروا مثلا في قول الله عز وجل ويمنعون الماعون فالسرع بعض السلف قال الماعون اي القدر هذا تفسير بالمثال قال
اخرون الماعون الفاس هذا تفسير بالمثال وقال بعضهم الماعون القصعه هذا تفسير بالمثال وكذلك قول الله عز وجل
وذاك يسمى المكيال ذاك الذي توزن به الخضار وغيرها او تعرف به المقادير الخضار ونحو هذاك يسمى المكيال
طيب هؤلاء الذين فسروا الميزان بهذا انما فسروا بجزء من معنى والا المقصود بالميزان هنا اي بالعدل ووضع
الحديث الا ان القوه الرمي الا ان القوه الرامي الا ان القوه الرمل وهذا من التفسير بالمثال ايضا وقال النبي صلى الله
عليه وسلم لامنا عائشه استعيذي بالله من شر هذا الغاسق اذا وقب يعني الليل اذا دخل واشار الى القمر لماذا اشار القمر لانه هو
ايه الليل فهو كانه من باب المثال وذكر المؤلف التفسير بالقياس ولعل الحديث فيه شيء من الصعوبه والاستغلاق الا انه
قال واما التفسير بالقياس فهو ادخال المفسر في دلاله الايه معنا غير معناها الظاهر في وجود شبه بين المعنيين وهو اقل
الاساليب وجودا في تفاسيل السلف مثال ذلك قول الله عز وجل لا تقربوا الصلاه وانتم سكارى المعنى الظاهر لا تقربوا الصلاه في
حال السكر وهذا قبل ان يحرم الله عز وجل الموسكره على المسلمين حرمه عليم في حال من احوالهم وهو حال الصلاه
ابن عباس هذه الايه استدل بها فقال لا تقربوا الصلاه وانتم سكارى يعني النعاس وهذا من باب القياس وليس معنى
ذلك ان السكر يطلق على النعاس لان السكر معروف وظاهر معناه عند العرب لكن ابن عباس قاس عليه النعاس بجامع عدم الوعي
واصابه السكر وذهاب العقل في انه لا ينبغي لاحد منهما ان يقرب الصلاه وقد وصلنا فيه الى قول المؤلف فصل في اوجه
يعني ان الاختلاف بين العلماء اما ان يكون على وجه التضاد بحيث اذا قلنا باحد القولين لم نقل بالاخر واما ان يكون على
وجه التنوع بمعنى انه يمكن اجتماع هذه الاقوال في تفسير الايه يقول المؤلف والتنوع في التفسير اكثر من التضاد يعني
التنوع اختلاف التنوع في باب التفسير اكثر بكثير جدا من اختلافهم الذي يحمل على التضاد بخلاف الاحكام فان الاصل في اختلاف
العلماء في باب الاحكام انه من باب التضاد يقول المؤلف فالوجه الاول اختلاف التضاد وهي الاقوال التي لا يمكن اجتماعها بحيث
اذا قيل باحداها امتنع القول بغيرها اذا قيل باحداها امتنع القول بغيرها يعني اما ان نقول بهذا او نقول بهذا ولا يصح ان
وان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضه فنصف ما فرضهم الا ان يعفون يعني ان تعفوا المراه او يعفو الذي بيده
عقده النكاح اختلف العلماء في الذي بيده اخته النكاح هل هو الزوج او ولي المراه فهذا الخلاف يعتبر ما باختلاف التضاد لان
والوجه الثاني من انواع ام من اختلاف اختلاف التنوع وهو ما امكن اجتماع الاقوال فيه يعني في معنى الايه او في تفسيرها قال
وهو اضرب الضرب الاول ان تختلف العبارات مع اتفاق المعنى وهذا كثير جدا ان لا ذكاء تجد تفسيرا الاثنين
لايه او معنى يتفقان فيه من جميع الوجوه والالفاظ بل لابد من خلاف بين الفاظ هذا والفاظ هذا لان مبنى التفسير
على التقريب فكل واحد من علماء يرى ان هذه الكلمه اقرب في تفسير هذه الكلمه من تلك فهيقع الخلاف هنا وليس خلافه في الحقيقه
وانما ظاهره الخلاف وباطنه الاتفاق قال مثل قول الله عز وجل وقضى ربك قيل قضاء حكم قيل قضاء وصى قيل قضاء اوجب قيل
قضاء امر هذه اقوال لكنها في حقيقه الامر شيء واحد لانها اختلاف في العبارات وكذلك اختلافهم في قول الله عز وجل ان تبلى قيمه
تحبس وقيم ترتان وكذلك تفسير قوله لغوب ما مسنا من لغوب قيل نصب وقيل سعامه واذا نظرت وجدتنا هذه
المعاني متقاربه في تفسير المراد وجمع الاقوال يعين على فهم المقصود واكتمال المعنى اذا جمعنا الاقوال التي
وردت عن السلف يعيننا على تصور المعنى من جميع وجوهه لانه لا تكاد توجد كلمه تنوب عن كلمه من كل وجه بل لابد ان يكون بينهما
فرق ولو كان يسيرا وبالثاني ان تختلف العبارات والمعاني ويتحد المراد ان تختلف العبارات والمعاني
هنا مختلفه والمعاني ايضا مختلفه لكن المراد شيء واحد وهو الدين القوي مثل لو قلت لك صف لي فلانه فقلت هو الرجل
الطويل وقلت لفلان صف لي فلانه فقال هو الرجل الابيض قلت لثالث صف لي فلالا فقال هو الرجل البديل الحقيقه ان الطويل
والابيض والبدين كل واحده منها لفظ مختلف عن الاخر في اللفظ وفي المعنى لكن المراد شخص واحد اجتمعت في هذه الاوصاف الثلاثه
فهذا ايضا كثير في تفسير السلف ان يعبر كل واحد منهم عن المعنى من جهه غير الجهه التي عبر عنها صاحبه
مختلفه تماما في اللفظ وفي المعنى ولكن المراد شيء واحد وهذا مثل اسماء الله عز وجل اسم الرحمن غير اسم الجبار بل هما
مختلفان تماما في المعنى ومع ذلك يتفقان في ان المراد بهما هو الله سبحانه وتعالى قال المؤلف ومن هذا الضرب
ما جاءت او ما جرت به عاده السلف انهم يتوسعون في تفسير الايه بذكر معاني لم تدل عليها الايه لكن دلت عليها نصوص اخرى مثل
قوله عز وجل وكاسا دهاقا قيل صافيه ومعنى الدهوق في اللغه الامتلاء والتتابع فاما الصفاء فهو معنى اضافي مذكور في بعض
الروايات او الايات والاحاديث الضرب الثالث التفسير بالمثال وهذا من اختلاف التنوع وهو ان يذكر كل واحد منهم
مثالا لما يندرج في معنى اللفظ ولا يذكر معناه ايذكر معنى اللفظ وانما مثال يتضح به المراد مثل قوله ثم لا تسالن يومئذ عن
النعيم او ويمنعون المعون يقولون في الاول قيل في النعيم هو الامن والصحه وقيل تخفيف الشرائع وقيل الادراك بحواسي السمع والبصر
وقيل الماء البارد هذه كلها امثله للنعيم ولكنها ليست تفسيرا لحقيقه ويدخل ضمنه ما يذكره المفسرون من القصص او
اسباب النزول يعني عندما يذكر مفسرون اسباب النزول فانهم في الغالب لا يريدون ان هذا السبب هو الذي انفرد بالايه وانما
المراد غالبا المثال وهذا الضرب والذي قبله هما الغالبان على تفسير السلف وهما كثران فيه واذا فهم
الانسان هذا الامر هان عليه ما يقرا من كثره اختلاف السلف في التفسير فانه من هذا الضرب او من هذين
الضربين وهما من باب اختلاف التنوع الذي لا يضر معه كثره الاقوال الضرب الرابع وان يكون اللفظ مشتركا
وقد مر بنا في اسباب اختلاف المفسرين ان من اسباب اختلافهم الاشتراك في الالفاظ فاذا كان اللفظ مشتركا فانه
قال ويضاف اليه المتواطئ هذا مصطلح عند الاصوليين او عند المناطق قال المتواطئ هو نسبه وجود معنى كلي في
يكون يعني يعبر به عن الاشياء التي تتفق في معنى واحد بدرجه واحده الانسانيه في زيد وعمر واحده
وليست الانسانيه بمعنى الاخلاق التي يقصدها المتاخرون فان هذا المعنى لا يعرف عنده متقدمين قال
يقع هذا التواطئ في اسماء الاجناس ويقع ايضا في الاوصاف ويقع ايضا في الضمائر فمثلا قول الله عز وجل والفجر
قيل هو عام في كل فجر من السنه وقيل هو يقصد به اول فجر من ذي الحجه وقيل اول فجر في ايام العام فكلمه والفجر يصدق على هذا
وعلى هذا وعلى هذا بدرجه واحده وهذا الخلاف يعتبر من اختلاف التنوع ومثال الاوصاف مثلا قول الله عز وجل فلا
تخنس اي تختفي اذا جاء النهار فكلمه الخنس وصف يصدق على هذه اللي هي بقر الوحش ويصدق على النجوم ولذلك من السلف
فسرها بهذا ومنهم من فسرها بهذا الثالث قول الله عز وجل وانه على ذلك لشهيد هذه قوله انه هذا ضمير
لانه ضمير يعود الى هذا ويعود الى هذا فالضمائر كثير منها تكون من هذا النوع وهو المتواضع او المشترك
الاشياء التي لا يعتد بها العلماء في الخلاف قال اعلم ان من الخلاف ما لا يعتد به اصلا وهنا الاول ما كان من الاقوال خطا
وذلك انه قد يقول احد العلماء قولا يقول العلماء عنه انه شاذ وانه يعني خارج عن المعاني المراده تماما
مثل ما نسب لبعضهم انه قال حرمت عليكم ميته والدم ولحم الخنزير قال المحرم لحم الخنزير دون شحمه
لان الله نص على اللحم فنقول انما نص على اللحم لانه هو المقصود غالبا فالشحم وتوابع ذلك داخل في المقصود وانما
نص على اللحم لانه هو المقصود غالبا مثل ما نهانا الله عن اكل اموال اليتامى هل معنى ذلك اننا لو لبستنا من اموال اليتامى
او سرقنا لكي نتاجر او غير ذلك ان ذلك ليس محرما لان المحرم هو الاكل نقول لان غالبا الانتفاع انما يكون عن طريق الاكل فنص
عليه ليس لان ما سواه حلال ولكن لانه هو الذي يكثر فعله كذلك حرمت عليكم الميته والدم ولحم الخنزير لان المقصود في الغالب
فهذه الاقوال تسمى الاقوال الشاذه والقول الشاذ اذا صدر من عالم من علماء المسلمين وكبير من كبرائهم يتخذ العلماء معه موقفا
معروفا اولا لا يعدون هذا القول ضمن الاقوال المعتبره ثانيا يردون هذا الخطا على صاحبه ويقولون
هذا قول شاذ يا هلاء يمالئونه ويعتبرونه قولا لا يقول هذا قول شاذ خارج عن القصد خارج عن سائر الاقوال المعتبره
يعتبرون ذلك كله يعني ياخذون اقواله وثقه وكلامه ولا يسقط عن درجه الاعتداد والاحتجاج به كاي امام من ائمه المسلمين
لكن هذا القول يجنب رابعا لا يشهر بهذا الامام لاجل هذا الخطا ويسب ويشتم وينتقص من عرضه وغير ذلك فان
هذا ليس من طريقه القاصدين من اهل العلم وهذا امر ينبغي ان يتضح لطالب حتى لا يقع في يعني اعراض العلماء بسبب مثل هذه
لما بقي معنا من العلماء الا اقل القليل الثاني مما لا يعتد به في الخلاف اصلا ما كان ظاهره الخلاف وليس كذلك فاحيانا قد
يظهر ان هذا خلاف وهو ليس كذلك فياتي انسان ويقول اختلف العلماء على اربعه اقوال في معنى قول الله تعالى وخبر ربك اي
امر وصى اوجب حكم الى اخره نقول له هذا ظاهره الخلاف وحقيقته ليس خلافا بل حقيقته اتفاق لانهم ارادوا ان يعبروا على المعنى
ثم عقد المؤلف فصلا بقوله فصل في كيفيه النظر في الاقوال يعني اذا اردنا ان ننظر في الاقوال كيف ننظر فيها يقول ينبغي على
المفسر ان ينظر اول ما ينظر الى الاجماع يعني ان وجده لم يحتج الى النظر الى ما سوى لان الاجماع دال على ان العلماء
اجمعوا وهم لا يجمعون الا على نص هذا اولا واذا حكي الخلاف فينبغي ان يحدد محل الخلاف اين اختلف فيه
وهذا ما يسمى عند الاصوليين بتحرير محل النزاع بان نعرف اين المنطقه التي تنازع العلماء فيها لانه قد يكون عندك كلام محل
النزاع هو في لفظ معين مثلا في قول الله عز وجل واذا اتينا موسى الكتاب والفرقان لا تقل اختلف العلماء في المراد على اقوال
لا في الكتاب لم يختلفوا متفقوا على ان المراد به التوراه اختلفوا في الفرقان وحده هل المراد به التوراه او
المراد به الايات الاخرى التي كانت بيدي موسى عليه السلام قال فينبغي ان نحدد محل الخلاف وهو ما يسمى
بتحليل مع الميزان ثم يجمع الاقوال ويستوعبها تجمع الاقوال وتستوعب ثم يعرف السبب الذي اوقع في الخلافه
نجمع الاقوال جميعا عن كل من تنقل عنه اقوال المفسرين ثم نعرف ما السبب الذي اوقع بخلاف هل هو لاجل الاشتراك هل هو
لاجل الخلاف في الحقيقه والمجاز هل هو الضمير هل هو لاجل تصريف اللغوي قال ثم يبين نوع الخلاف هل هو تضاد او تنوع ثم
يبين رجوع الاقوال الى معنى كلي في اختلاف التنوع يعني عندما نذكر خلاف التنوع نقول هذه الاقوال كلها من باب اختلاف التنوع
وهي تعود الى كذا وكذا وكذا الجامع لهذه الاقوال كلها ويبين وجهه كل مفسر في اختيار القول يعني
بان تقول انما عبر فلان بكذا لاجل كذا وعبر فلان بكذا لاجل كذا فتبين لماذا اختار هذا ولماذا اختار تقول
هذا من باب التفسير بالمثال وهذا من باب ذكر جزء المعنى وهذا من باب ذكر المعنى المطابق وهذا من باب ذكر لازم المعنى وهل
المجره قال ثم يجتهد في الجمع بينما يمكن جمعه والا لزم الترجيح يجتهد الناظر او الجامع لاقوال المفسرين
في الجمع بين الاقوال التي يمكن جمعها في قول جامع بينها او يرجحه اذا كان الخلاف خلافه تضاد قال المؤلف وليعلم ان المفسر
اذا ذكر احد المعاني فلانه اظهر عنده قد يذكر احد المعاني بانه هو الابهر او اليق بحال السائل احيانا قد ياتي رجل الى ابن
جاء اليك انسان وانت في مكان بارد وعندك شيء من الفاكهه واللذائذ والطيبات والناس حولك جوعه فقال
لك ثم لا تسالون عين يومئذ ما هو النعيم وتقول له هذا الهواء البارد وهذا الطعام الطيب تريد بذلك انه الان هو المناسب ان
يفسر به المعنى او اراد الاضاحه بمثال يعني وضح الشيء بمثال من امثلته او انه اخبر عن الشيء بلازمه او ثمرته وبهذا نصل